من يرتب غرفتك ؟!
لم تعد غرفة (البنات) في أي بيت، مجرد غرفة للنوم وتخزين الملابس فقط، بل أصبحت بالنسبة للبنات كل شيء، فهي غرفة المعيشة والمذاكرة والأكل وممارسة الهوايات واستقبال الضيوف أيضاً، وللبنات فيها لمساتهن الرقيقة وتصاميمهن الشخصية وألوانهن المرحة، مما يجعلهن يقضين أغلب ساعات يومهن فيها..
في هذا الاستطلاع السريع، أحببنا أن نعرف مدى العلاقة بين الفتاة وغرفتها، هل هي علاقة حميمة تجعل الفتاة تعتني بغرفتها كل العناية، وتضفي عليها من سحر أناملها روائع الترتيب والجمال والأناقة، أم أن البنت لا تشعر بانتماء إلى غرفتها، فتراها تسمح بدخول الخادمة إليها وتأمرها بترتيبها، أو على أقل تقدير تعتمد على والدتها في الاعتناء بغرفتها الخاصة؟ لا أخفيكن عزيزاتي البنات، أني حين استقبلتني الأخت (غادة الحسين - ثالث متوسط) في غرفتها الجميلة، أحسست حقاً بلمسات أنثوية رائعة في غرفتها، فهي أنيقة.. بسيطة.. نظيفة.. وروائح الفواكه المحببة للبنات تنبعث من أرجائها، كما أنها مليئة بأفكار رائعة لتخزين البكلات والاكسسوارات والعطور في صناديق من صنع يدها، وثمة لوحة يبدو أنها رسمتها على الحائط، والسرير مليء بالوسائد الصغيرة المطرزة يدوياً.. تقول غادة باعتزاز: أشعر أن غرفتي مملكتي، وأحب كثيراً أن أعتني بها وأرتبها وأنسق حاجياتي فيها، فهي عنوان شخصيتي وحبي للجمال، ولست أحرص على تجديد الأثاث بأسعار غالية وتحف نادرة، كلا، بل أحب الأشياء البسيطة التي تكون غالباً من صنع يدي، باستخدام خامات منزلية بسيطة، المهم هو الذوق والرغبة، ولذلك أستقبل صديقاتي في غرفتي، نقرأ المجلات و(نلعب) بأدوات الزينة ونتبادل الأحاديث في جو (بنوتي) خاص. ولما سألت الأخت (نهى الراشد ـ أولى ثانوي) عن علاقتها بغرفتها قالت: علاقة حميمة جداً، فأنا أقضي وقتي كله تقريباً في غرفتي، أذاكر وأقرأ وأسمع الأشرطة، وأحب أن أصمم أعمالاً (بالفوتوشوب) وأطبعها وأعلقها في غرفتي، كما أن لدي لوحة ملاحظات عند باب الغرفة، أعلق عليها بعض تصاميمي التي أدرج فيها فوائد نافعة وأخبار طريفة من النت، فأشعر حقاً بالثقة في نفسي وأنا أصنع جو المرح والفائدة في غرفتي، خاصة عند اجتماع قريباتي فيها. أما الأخت (رشا السليمان - أولى ثانوي) فتقول: أنا بطبعي مرتبة ودقيقة جداً، لكني دائماً مشغولة بالمذاكرة وحريصة على التفوق، ولا وقت لدي لتنسيق وتجميل الغرفة والإبداع فيها وإن كان لدي بعض الاهتمامات كهذه في الإجازة، لكن لدي قاعدة للبنات أقول فيها: محافظتك على الترتيب ووضع كل شيء في مكانه الخاص به، خاصة الملابس والأوراق، يوفر عليك كثيراً من الوقت الذي قد تمضينه في الترتيب والتنظيف بعد أيام من الفوضى، وربما فقدت أشياءك في تلك العاصفة! أما (العنود البراهيم وجميلة الحامد- ثاني متوسط): فهما تعترفان باعتمادهما التام على الأم في ترتيب الغرفة وتنسيقها، تقول العنود عن السبب: ليس لي رغبة في الترتيب بصراحة! أما جميلة، فتقول إنها تماطل في الترتيب حتى آخر الأسبوع، ثم ربما انشغلت بالزيارات، ثم يأتي الأسبوع الدراسي، وهكذا حتى ترتبها والدتها بعد محاضرات من التوبيخ! أما (جود الأحمد - ثالث ثانوي)، فتعترف أن الخادمة ترتب غرفتها، فهي أثناء اليوم، تذاكر وتأكل وتغير ملابسها وتقرأ المجلات في غرفتها، حتى تصير عند المساء في غاية الفوضى، وبالكاد تستطيع ترتيب سريرها لتنام عليه، لكنها لا تحب أن تأتي من المدرسة إلا والغرفة نظيفة، ثم تبرر عملها بعد أن سألنها هل يعجبك هذا الطبع فتقول: هكذا تعودت!
ومضات للبنات: ـ الجو الهادئ والجميل، والنظافة والترتيب، تساعدك على التركيز في المذاكرة وتحسسك بالسعادة والرضا. ـ الأكل في الغرفة ليس من العادات الجيدة، فهو يغير رائحتها وربما أتسخ أثاثها بشيء من الأكل. ـ ممارسة الهوايات كالتلوين والأشغال الفنية لا يستحسن أن يكون في غرفة النوم، وإن كان ولا بد فاحرصي على وضع بلاستك تحتك، ثم سرعة رفع الأشياء عن الأطفال. ـ تجميل الغرفة لا يكون بالأثاث الغالي النادر، إنما بالبساطة والذوق والنظافة. ـ لمساتك الخاصة، من الورق والقماش والورد المجفف والعلب الصغيرة وحافظة المجلات، تضفي على غرفتك ذوقاً شخصياً رائعاً. ـ بعض البنات يأخذهن الحماس والاهتمام بالغرفة إلى إضاءة شموع فيها، كوني على حذر واحرصي على إطفائها عند خروجك من الغرفة ولو لوقت قصير. ـ احرصي على نظافة المفرش وغسله دوريا ولا تتركي الأقلام مفتوحة عليه بأي حال! ـ تذكري أن مشجب الملابس ربما يسقط يوماً إن كثرت الملابس المعلقة عليه! ـ احرصي على اتباع أسس الصحة العامة، بفتح النوافذ وتعريض الغرفة للهواء المتجدد ونور الشمس.
تحياتي لكموخالص ودي لكم
دمعه في عين مشتاقه
منقوووووول للفائدهــ